بلدي نيوز – (جواد عمر)
يذرف "أبو محمد" الدموع أثناء إخبارنا قصته المؤثرة التي تبدأ فصولها منذ بداية الثورة السورية،
يبدأ قصته قائلا لبلدي نيوز: "بدأت الثورة وخرجت كالكثير من أمثالي من الشبان الغيورين على بلدهم والذين قمت معهم بهذه الثورة من داخل الغوطة الشرقية، لتنتقل الثورة من السلمية إلى حمل السلاح، حيث انضممت إلى فصيل فيلق الرحمن مقاتلا وثائرا ضمن صفوفه".
ويكمل "أبو محمد" بالقول: "خضت الكثير من المعارك في الغوطة الشرقية، إلى أن حصلت معركة بلدة البلالية، وكنت مرابطاً مع صديقي أبو فهد في أحد النقاط، قبل أن يقوم جيش النظام ببدء القصف والتمهيد العنيف ويعقبه بتقدم كثيف جدا، حيث وقعنا في حصار محكم، حينها هاجمنا قوات النظام وقتلنا منهم الكثير".
ويتابع "أبو محمد":" أثناء الخروج من الحصار تعرضت للإصابة بنيران عربة شيلكا، ما تسبب ببتر ساقي اليسرى من فوق ركبتي، وتضرر الثانية بشكل كبير جد،ا لتبدأ هنا معاناتي وتنقلب حياتي لجحيم، وأتحول من ثائر بطل بعين نفسي وأصدقائي وقادة فصيلي إلى شخص عاجز معاق لا يستطيع تقديم أي شيء".
ويستطرد: "بقيت 4 أشهر بالغوطة الشرقية طريح الفراش، لتصاب بعدها زوجتي بغارة لطيران تتعرض هي الأخرى لعملية بتر لقدمها اليمنى، لنصبح نحن الاثنين من أصحاب الإعاقات الدائمة، حينها خرجت إلى حي تشرين لأكمل علاجي وحياتي بعد أن تعهد لي فصيلي بأنهم سيتكفلون بمصاريف علاجي وحياتي هناك" .
ويضيف: "لكن للأسف كانت وعوداً فارغة لا تحوي أي معنى، فبعد 60 يوما من وصولي إلى برزة توقف راتبي من قبلهم وتوقفت أيضا تكاليف علاجي، وحينها خرجت مرغما من البيت الذي كنت أسكن فيه في حي تشرين لأجد منزلا آخر بسعر منخفض شهريا، وبدأت البحث عن عمل لكن من سيشغل عاملاً معاقاً لا يستطيع المشي" .
ويشير أبو محمد إلى أنه في عام 2017 تعرض حي تشرين لحملة عنيفة من النظام مما دفعه إلى الخروج هربا من القصف إلى حي برزة مجددا، متحدثا عن سوء المعاملة من السلطات المحلية هناك، وسط غلاء المعيشة وصعوبة الحصول على منزل.
ويتابع: "كانت الحديقة العامة مع خيمة تناسبني أكثر ماديا ولكن مأساة الطعام والحصار كانت أكثر ما يقلقنا حيث لم نكن نملك ما نسد به رمقنا إلا بعض أوراق الأشجار ونباتات الأرض، وأخيرا والحمد لله خرجنا إلى مدينة إدلب رغم تخويف الجميع لنا من ذلك، إلا أننا وجدنا أهلاً لنا وإخوة رحبوا بنا أشد الترحيب".
ويختم "أبو محمد" لبلدي نيوز بالقول: "أوجه كلمة لقائدي أبو النصر.. ألم أكن أحد جنودكم، وبعد أن أصبنا بتنا لا نلزمكم ولا تريدون السماع باسمنا، وأخاطب الثوار بأن لا تحملوا السلاح ضد إخوانكم بأمر من القادة".